مـعـشـي الـذيـب عضو مميز
عدد الرسائل : 119 العمر : 37 مزاجي : الدولة : تاريخ التسجيل : 22/05/2008
| موضوع: الجغرفيا البشرية الجمعة مايو 23, 2008 7:07 pm | |
| تتناول الجغرافيا البشرية Human Geography دراسة الإنسان من حيث سلالاته البشرية أو ما يعرف بالأجناس البشرية وأصل هذه السلالات وتطورها، فضلاً عن توزيع السكان والعوامل المؤثرة في هذا التوزيع، بالإضافة إلى دراسة النمو السكاني والكثافة السكانية وعلاقته بالبيئة من حيث استغلال مواردها في إشباع حاجاته عن طريق الزراعة والصناعة والتجارة، كذلك يتعامل الإنسان مع بيئته في اختيار مواقع السكن الخاص به سواء في المدن أو القرى. وتعد الجغرافيا البشرية هي أهم أقسام الجغرافيا؛ نظرًا لأننا لو أخرجنا هذا الجزء من الجغرافيا لأنهار هذا العلم – لأن النواحي الطبيعية يمكن دراستها ضمن العلوم الطبيعية الأخرى، ولكن الدراسة البشرية الجغرافية لا يمكن أن تعالج مستقلة عن البيئة الطبيعية – لأن ذلك يخرجها عن نطاق الجغرافيا – ويجعلها جزءًا من العلوم الإنسانية الأخرى. والواقع أن الجغرافيا لا تعرف الانفصال بين النواحي الطبيعية والبشرية. وعلى الرغم من أن الإنسان كسائر الكائنات خاضع للعوامل الطبيعية المختلفة غير أنه لا يخضع لتلك العوامل خضوعًا تامًا كما تخضع لها سائر الكائنات الحية؛ وذلك لأن مواهبه العقلية قد مكنته من التحرر بالتدريج من الصور الكثيرة التي أحاطته بها الطبيعة منذ أن ظهر لأول مرة على سطح الأرض، وقد ساعدته تلك المواهب نفسها على أن يؤثر بدوره إلى حد كبير أو صغير في البيئة الطبيعية؛ لذلك كانت دراسة الجغرافية البشرية لا تقتصر على دراسة أثر الظاهرات الطبيعية في الإنسان، بل هي تبحث كذلك في تأثير الإنسان في تلك الظاهرات، في مقدار ما يقوم به من جهود للسيطرة عليها وتسخيرها في النهاية لأغراضه المختلفة. ومن هنا يرى البعض أن دراسة الجغرافيا الطبيعية تعد الحجر الأساسي في دراسة الجغرافيا البشرية والخطوة الأولى نحو فهم المؤثرات التي يخضع لها الإنسان. والصلة بين الظاهرات الطبيعية والظاهرات البشرية هي صلة لا يمكن إغفالها أو تجاهلها، فلكي نفهم الكثير من الموضوعات التي تواجه الجماعات البشرية المختلفة التي تعيش على سطح الأرض، وسواء كانت تلك الموضوعات اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية، ينبغي أولاً وقبل كل شيء أن ندرس ما هنالك من علاقة بين كل جماعة من تلك الجماعات وبين البيئة الخاصة التي تعيش فيها. ويعد اليابس حيث يعيش الإنسان ويقوم بأعماله المختلفة، هو الميدان الحقيقي للجغرافيا البشرية. أما البحار والمحيطات فلا تعد موطنًا أساسيًا للإنسان، وقد كانت خلال مدة طويلة عقبات كبيرة في سبيل انتقاله وانتشاره وهو على الرغم من سيطرته عليها إلى حد كبير، وخاصة في مجال النقل، واستغلال الموارد الطبيعية بها مثل البترول والغاز الطبيعي والثروة السمكية واستخراج الأملاح، إلا أنه قد بقي ملازمًا لسطح الأرض مستقرًا عليه، ولم يفكر قط في استخدام الغلاف المائي لسكناه كما يفعل بعض أنواع النبات والحيوان | |
|